الأحد، 16 سبتمبر 2012

الثورات العربية


ابتهجنا كثيرا بالربيع العربي او حتى اكون دقيقا كان الكثير منا في غاية السعادة والكثير أيضاً في حالة حذر وتخوف ، ولا يكاد احد يساند الأنظمة البائدة الا خوفا من الفوضى او خوفا من العدالة .

التحول الحالي خصوصا في الشمال الافريقي سيكون له الكثير من التأثير لا سيما انه تم بطريقة ديمقراطية قبل بها الجميع ابتداءا ، مما ساهم في صعود مجموعات تحمل رؤى متآلفة لما قد يكون عليه مستقبل دولها وكانت فيما ما مضى من اشد من عانى من جور السلطان .

من الجيد ان يكون التفاؤل هو السمة البارزة في الرأي العام العربي وان تحظى القيادات الجديدة بدعم شعبي داخل وخارج دولها ومن الجيد كذلك ان دور المعارضة له تأثير على شريحة لا باس بها من الجمهور مما يزيل التخوف من إفساد الرعية للراعي .

التحول ليس مطلبا بحد ذاته ، وتطبيق الديمقراطية ليس الا وسيلة لأجل تحقيق قدر اكبر من العدالة مما يستدعي بالضرورة نهضةًً في شتى الميادين ، وقد سبقت المنطقة العربية في التحولات الشاملة مناطق اخرى كشرق أوربا ونمور اسيا وغيرها والتي لم تجعل هذا البلدان تذهب بعيدا في سباق التطور ، بالمقابل هناك نماذج اخرى نجحت في التقدم بدون تطبيق الأدوات الديمقراطية كما يحدث حاليا في الصين التي يمكن مقارنتها بجارتها الهند والتي رغم كل ما حدث فيها من تطور فهي بعيدة كثيرا عن ان تكون في مجاراة التنين الصيني ، حدث هذا والهند تدعي بانها اكبر ديمقراطية في العالم في مقابل الحزب الشيوعي المستبد في بكين .

التحديات كبرى وليس في تطبيق الديمقراطية دلائل قاطعة على الانطلاق الحضاري ، لابد من كثير من الامور مثل الاتفاق على ان ما يجمعنا هو الحرص على الوطن ، وان يتولى المسؤولية رجال لا يربطهم بالخارج مصالح خاصة ، وان نضحي بالكثير في مواجهة اي استبداد بالسلطة مهما كانت ثقتنا بمن يتولاها ، من المهم أيضاً ان نرتكز في الأحكام على نجمع على صحته كالقران والسنة وان نعد التنازل عن ذلك خرق في السيادة ، فكما ان هناك مراوغات في السياسة فهناك ثوابت تهتز هوية الدولة عند الحديث عن التنازل عنها .