الأربعاء، 12 سبتمبر 2012

أيها الحمقى .. تبا لكم



عندما يكون بعض التأثير في يد البلهاء فهذا امر طبيعي وتلقائي ، اما عندما تزداد سطوتهم فهذا دليل على اتجاه الاحداث الى وضع مأساوي تحت اي ظرف .

كنت أتخوف منذ فترة من الانفلات الجاري في ليبيا الذي كان حصيلة طبيعية لظروف الثورة وكانت ملابسات قتل القذافي الرهيبة ابرز تجليات هذا الفوضى ، ولذلك لم اكن أتوقع الكثير من النجاح للانتخابات السابقة التي سررت بها بقدر ما فاجئتني سلاسة إجراءاتها ، ولكن حاليا حدث ما كنت أخشاه بل ما هو افظع منه .

قتلوا السفير الأميركي !!

غالبيتنا يكره سياسات امريكا تجاه منطقتنا ، وكلنا صف واحد تجاه كل من يتجرأ على اشرف الانبياء والمرسلين والمزايدة في ذلك سخف وجدال لا طائل منه .

ورغم ذلك فمهما كانت عواطفنا وسخطنا من بعض التجاوزات المشينة فهناك مصالح عليا لابد ان نكافح لأجل تحقيقها وهناك إخطار محدقة لا شك ان من واجبنا ان نبذل الغالي والنفيس لأجل تجاوزها ،  لذلك هناك مواقف من الضرورة ان يتم التعامل معها بمسؤولية لأجل تحقيق ما نصبو اليه وان نضع خطوطا حمراء يحسب الحمقى الف حساب قبل ان يفكروا في تجاوزها .

هناك بالتأكيد منافع من هذا الهجوم كما لكل تصرف ولكن نتائجه الخطيرة سوف تأتي تباعا فانت لا تتعامل مع الدنمارك ولا مع هولندا ، فاي دولة في العالم لا يمكن ان تتجاوز عن قتل سفيرها واقتحام مقارها الدبلوماسية ولا ننسى ردة فعل السعودية على ما جرى بسفارتها في مصر رغم انه لا يصل الى حجم ما حدث في بنغازي البارحة .

في بريطانيا تجري منذ اسابيع نزاعات مستمرة لأجل استخراج شخص لجا للسفارة الاكوادورية رغم انه هارب من السجن ولا تستطيع شرطة لندن ان تقتحم السفارة لانها رسميا أراض أجنبية قد يسبب التعدي عليها أزمة خانقة بين البلدين قد تصل لقطع العلاقات .

المغزى من هذا ان التعدي سافر مهما كانت الدوافع ولا أتصور ان الرد الامريكي سيكون وديعا فهذا دولة عظمى سبق ان فعلت الكثير في بلدان لم تصل الى درجة تلطيخ سمعتها بقتل سفيرها .

الحكومة الليبية ليست فقط مطالبة بإعلان إدانة الحادثة بل عليها ان تجعل بسط النظام من اهم أولوياتها وان لا تكتفي بالشعور العام بالمسؤولية لدى عموم الشعب الليبي البطل فكما ان الثوار عازمون على حماية مكتسبات الثورة فهناك مجموعات من مصلحتها شيوع الفوضى كما هي بقايا كتائب القذافي التي لا شك انها ابتهجت بالعملية ان لم تكن هي المنفذ الفعلي لها .


للحديث بقية ...