الأربعاء، 13 فبراير 2013

نهاية

من يصنع التاريخ لا يجد وقتا لكتابته

الأحد، 16 سبتمبر 2012

الثورات العربية


ابتهجنا كثيرا بالربيع العربي او حتى اكون دقيقا كان الكثير منا في غاية السعادة والكثير أيضاً في حالة حذر وتخوف ، ولا يكاد احد يساند الأنظمة البائدة الا خوفا من الفوضى او خوفا من العدالة .

التحول الحالي خصوصا في الشمال الافريقي سيكون له الكثير من التأثير لا سيما انه تم بطريقة ديمقراطية قبل بها الجميع ابتداءا ، مما ساهم في صعود مجموعات تحمل رؤى متآلفة لما قد يكون عليه مستقبل دولها وكانت فيما ما مضى من اشد من عانى من جور السلطان .

من الجيد ان يكون التفاؤل هو السمة البارزة في الرأي العام العربي وان تحظى القيادات الجديدة بدعم شعبي داخل وخارج دولها ومن الجيد كذلك ان دور المعارضة له تأثير على شريحة لا باس بها من الجمهور مما يزيل التخوف من إفساد الرعية للراعي .

التحول ليس مطلبا بحد ذاته ، وتطبيق الديمقراطية ليس الا وسيلة لأجل تحقيق قدر اكبر من العدالة مما يستدعي بالضرورة نهضةًً في شتى الميادين ، وقد سبقت المنطقة العربية في التحولات الشاملة مناطق اخرى كشرق أوربا ونمور اسيا وغيرها والتي لم تجعل هذا البلدان تذهب بعيدا في سباق التطور ، بالمقابل هناك نماذج اخرى نجحت في التقدم بدون تطبيق الأدوات الديمقراطية كما يحدث حاليا في الصين التي يمكن مقارنتها بجارتها الهند والتي رغم كل ما حدث فيها من تطور فهي بعيدة كثيرا عن ان تكون في مجاراة التنين الصيني ، حدث هذا والهند تدعي بانها اكبر ديمقراطية في العالم في مقابل الحزب الشيوعي المستبد في بكين .

التحديات كبرى وليس في تطبيق الديمقراطية دلائل قاطعة على الانطلاق الحضاري ، لابد من كثير من الامور مثل الاتفاق على ان ما يجمعنا هو الحرص على الوطن ، وان يتولى المسؤولية رجال لا يربطهم بالخارج مصالح خاصة ، وان نضحي بالكثير في مواجهة اي استبداد بالسلطة مهما كانت ثقتنا بمن يتولاها ، من المهم أيضاً ان نرتكز في الأحكام على نجمع على صحته كالقران والسنة وان نعد التنازل عن ذلك خرق في السيادة ، فكما ان هناك مراوغات في السياسة فهناك ثوابت تهتز هوية الدولة عند الحديث عن التنازل عنها .


الأربعاء، 12 سبتمبر 2012

أيها الحمقى .. تبا لكم



عندما يكون بعض التأثير في يد البلهاء فهذا امر طبيعي وتلقائي ، اما عندما تزداد سطوتهم فهذا دليل على اتجاه الاحداث الى وضع مأساوي تحت اي ظرف .

كنت أتخوف منذ فترة من الانفلات الجاري في ليبيا الذي كان حصيلة طبيعية لظروف الثورة وكانت ملابسات قتل القذافي الرهيبة ابرز تجليات هذا الفوضى ، ولذلك لم اكن أتوقع الكثير من النجاح للانتخابات السابقة التي سررت بها بقدر ما فاجئتني سلاسة إجراءاتها ، ولكن حاليا حدث ما كنت أخشاه بل ما هو افظع منه .

قتلوا السفير الأميركي !!

غالبيتنا يكره سياسات امريكا تجاه منطقتنا ، وكلنا صف واحد تجاه كل من يتجرأ على اشرف الانبياء والمرسلين والمزايدة في ذلك سخف وجدال لا طائل منه .

ورغم ذلك فمهما كانت عواطفنا وسخطنا من بعض التجاوزات المشينة فهناك مصالح عليا لابد ان نكافح لأجل تحقيقها وهناك إخطار محدقة لا شك ان من واجبنا ان نبذل الغالي والنفيس لأجل تجاوزها ،  لذلك هناك مواقف من الضرورة ان يتم التعامل معها بمسؤولية لأجل تحقيق ما نصبو اليه وان نضع خطوطا حمراء يحسب الحمقى الف حساب قبل ان يفكروا في تجاوزها .

هناك بالتأكيد منافع من هذا الهجوم كما لكل تصرف ولكن نتائجه الخطيرة سوف تأتي تباعا فانت لا تتعامل مع الدنمارك ولا مع هولندا ، فاي دولة في العالم لا يمكن ان تتجاوز عن قتل سفيرها واقتحام مقارها الدبلوماسية ولا ننسى ردة فعل السعودية على ما جرى بسفارتها في مصر رغم انه لا يصل الى حجم ما حدث في بنغازي البارحة .

في بريطانيا تجري منذ اسابيع نزاعات مستمرة لأجل استخراج شخص لجا للسفارة الاكوادورية رغم انه هارب من السجن ولا تستطيع شرطة لندن ان تقتحم السفارة لانها رسميا أراض أجنبية قد يسبب التعدي عليها أزمة خانقة بين البلدين قد تصل لقطع العلاقات .

المغزى من هذا ان التعدي سافر مهما كانت الدوافع ولا أتصور ان الرد الامريكي سيكون وديعا فهذا دولة عظمى سبق ان فعلت الكثير في بلدان لم تصل الى درجة تلطيخ سمعتها بقتل سفيرها .

الحكومة الليبية ليست فقط مطالبة بإعلان إدانة الحادثة بل عليها ان تجعل بسط النظام من اهم أولوياتها وان لا تكتفي بالشعور العام بالمسؤولية لدى عموم الشعب الليبي البطل فكما ان الثوار عازمون على حماية مكتسبات الثورة فهناك مجموعات من مصلحتها شيوع الفوضى كما هي بقايا كتائب القذافي التي لا شك انها ابتهجت بالعملية ان لم تكن هي المنفذ الفعلي لها .


للحديث بقية ...

الثلاثاء، 11 سبتمبر 2012

الوضع في سوريا ما بين العاطفة والواقع

أتألم كثيرا لما يجري في الشام لا سيما مع الاستمرار اليومي في سقوط المئات من الناس في سبيل الوصول الى حقوقهم السياسية التي حرموا منها لعقود في مقابل مواقف خارجية قد يتفقوا او يختلفوا معها لكنهم يجمعون على رفض المساس بحرياتهم دون وجه حق. المؤذي بالنسبة لي اكثر ان بوادر نهاية الاقتتال لا تكاد تبدو في الأفق ولو أتت فلا أتصور انها مشابهة او حتى قريبة لما جرى في تونس ومصر ولا حتى باليمن.

هناك عوامل كثيرة تضمن ان المجموعة الحاكمة في دمشق لن تزول بسهولة فلها تحالفات وثيقة بدول كبرى لها تأثيرها كروسيا ولها كذلك حلفاء في الاقليم أقواهم في طهران وما يقل عنها كميليشيات الشيعة في جنوب لبنان وقطاع غير قليل من المفكرين وأصحاب الرأي والإعلاميين في دول المشرق العربي الذين يؤيدون النظام تبعا لمواقفه السابقة في القضية الفلسطينية ويرون في ما يجري أزمة لا تعدو ان تمر كما نجح عتاة دمشق في تجاوز غيرها خلال الأربعين سنة الماضية.

الشعب في سوريا لا يتعامل مع نظام عادي بل هو -وإن كنت اتمنى زواله في اقرب وقت- حصيلة لصراعات المنطقة الدامية التي لا تهدأ ، والتي اكتسب خلالها الكثير من فن الممكن وخسارة بعض المعارك للظفر في الحرب وما إلى ذلك من دهاليز السياسة التي لا يكاد يبسطها الا جاهل . اعني بذلك ان الأدوات التي ساهمت في إسقاط مبارك وبن علي لا يمكن ان تجدي لتهدأ عاصمة الأمويين  وأجزم ان حتى حلف الناتو لا يجرؤ ان يتعامل معه بشار كما تعامل مع القذافي.

من الصعوبة بمكان ان أضع حتى خطوط عريضة لما يمكن ان يكون مفتاح للخروج من الأزمة ، لكن هناك مصدر للتفاؤل هو انتصارات الجيش الحر هنا وهناك ، ذلك ان مثل هذا التقدم هو دافع كبير لينضم المزيد من اصحاب التأثير الى الثورة لا لإقتناعهم بأهدافها بل لقناعتهم بانتصارها كما جرى مع بعض المنشقين الذين اصبحوا رموزا إعلامية بدل ان ينضموا الى الثورة فعليا ، الامر الاخر هو ان استمرار المظاهرات الحاشدة خطر كبير على المتظاهرين ويتصور ان الإضرابات والاعتصام المدني خيارات اكثر فائدة لا سيما انها آمنة الى حد ما .

عندما انتصرت الثورات السابقة وتعالت عن خطر الانقسام والحرب الاهلية فذلك لا يعني بالضرورة ان الثورة السورية بمأمن من ذلك ، فالنموذج في لبنان جاهز وهو خيار موجود على الارض والتقسيمات التي تتوزع بينها القوى في لبنان موجودة في سوريا ، أيضاً قد يحاول الاسد ان سقط عسكريا في العاصمة ان يلجأ للساحل ويجمع قواه هناك كما حاول القذافي في سرت وصمد عدة شهور .

الصورة الزاهية الجميلة للدول العربية بعد ثوراتها خصوصا في تونس اتمنى ان تحدث في سوريا وان يتوحد الشعب تحت وحدة الدولة وتأسيس دستور جديد يحقق مطالب غالبية الشعب ولا يهضم حقوق اي فرد في ولو كان ينتمى الى أقلية عرقية او دينية 

اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا 

بداية

بسم الله

هي مقالات حرة لا أتعهد ان التزم فيها بما يمكن ان يحدد لها قيودا

لأجل توثيق رأي في بعض الاحداث من حولي  لان ذلك يهمني ويهم البعض وكذلك لحاجة في نفس يعقوب

تعمدت ان لا أعيد صياغة اول مقالة فهي مجرد بداية ولا يقصد بها سوى اتخاذ خطوة عملية

بالتوفيق :)